الابتكار المجتمعي

قام مشروع التنمية الاقتصادية والطاقة المستدامة بتصميم وتنفيذ برنامج ابتكاري خاص بالمشاريع الريادية، يهدف إلى مواجهة التحديات المحلية في مجالات كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة من خلال تمكين رواد الأعمال الذين يرون في حلول الطاقة فرصة للتأثير الإيجابي وتعزيز قدرتهم التنافسية في السوق، وذلك بالتعاون مع الشركاء المحليين.

وتمحور تركيز هذا البرنامج على تقديم حلول مستدامة ودعم رواد الأعمال لاستكشاف أحدث تقنيات كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، ووفر فرصًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات المجتمعية عبر تعزيز المنافسة المفتوحة، مع تقييم المشاركين وفقًا لمعايير بيئية واقتصادية واجتماعية. وقد حصل الفائزون على دعم مخصص يشمل التوجيه والموارد اللازمة.

وقد ساهم المشروع من خلال هذه الجهود في تحويل التحديات إلى فرص للنمو والابتكار، مما يعزز من استدامة وكفاءة قطاع الطاقة المتجددة في الأردن.

حصاد الابتكار: مزرعة SEED الريادية

تمثل “المزرعة الريادية” ثمرة التعاون بين مشروع التنمية الاقتصادية والطاقة المستدامة والنشطاء في قطاع الطاقة المتجددة في المجتمع المحلي، وهي نتاج برنامج الابتكار المجتمعي الذي أطلقه المشروع. وتعمل المزرعة كنموذج للتطبيقات الزراعية الذكية التي تعتمد على حلول كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، حيث تم دمج تقنيات الطاقة المتجددة والزراعة الذكية مع استراتيجيات المساواة بين الجنسين والأمن الغذائي ومقاومة تغير المناخ.

وقد تأسست المزرعة بمشاركة المزارعين المحليين والمبتكرين الزراعيين، مما يتيح لهم دمج حلول كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في ممارساتهم الزراعية بشكل مستدام. وتلبي المزرعة احتياجاتها من الطاقة بالكامل عبر نظام شمسي مقدم من المشروع لبلدية معدي في لواء دير علا، مما يعزز استدامتها في المناطق المستهدفة. وقد حول المشروع قطعة من الأراضي العامة، كانت تُستخدم بشكل محدود، إلى مساحة مبتكرة تساهم في خلق فرص العمل ونقل المعرفة.

كما تم تجهيز المزرعة ببيوت زجاجية حديثة مزودة بأنظمة تبريد، ومستشعرات لقياس الحرارة والرطوبة وأنظمة ري مغلقة ومسارات زراعية هيدروبونيكية. وقدم المشروع للمستفيدين مرافق مشتركة مثل مساحات للعمل والمخازن وأجهزة التجفيف الشمسية والمضخات الحرارية، وخزانات المياه، ووحدات إنتاج السماد ومناطق مخصصة لإعادة التدوير. ويوفر المشروع أيضًا المدخلات الزراعية الأساسية مثل البذور والأسمدة، مما يساعد المزارعين على الانتقال إلى أساليب زراعة مستدامة وزيادة الإنتاجية.

الشراكات الفعّالة: مفتاح نجاح برنامج الابتكار

تُعد الشراكات عاملًا أساسيًا لنجاح برنامج الابتكار الذي أطلقه مشروع التنمية الاقتصادية والطاقة المستدامة، حيث ساهمت مجموعة من الجهات الفاعلة في دعم وتنفيذ البرنامج وتطوير حلول مستدامة، منها إدارة الإرشاد الزراعي والبلديات ومؤسسات القطاع الخاص وحاضنات ومسرعات الأعمال والجامعات. كما لعب المجتمع المحلي والخبراء دورًا مهمًا في تصميم وتنفيذ الحلول المتكاملة في مشروع المزرعة الريادية.

وبفضل برنامج الابتكار، استكشف رواد الأعمال المحليون تقنيات جديدة مثل تجفيف المحاصيل باستخدام الطاقة الشمسية ومضخات الحرارة، مما ساعد المزارعين على تمديد فترة صلاحية المحاصيل وتوسيع وصولهم للأسواق المحلية والدولية. كما شكلت المزرعة منصة لتطبيق ممارسات زراعية مبتكرة، مثل زراعة الكركم، وإنتاج محاصيل متنوعة باستخدام تقنيات الزراعة الذكية المدعومة بحلول كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة مثل ثمرة الفِيزاليس ومحاصيل البامية والبندورة.

وقد أسهم المشروع من خلال هذه الشراكات الفعّالة، في إحداث تحول في قطاعي الزراعة والطاقة في الأردن وتعزيز بيئة ملائمة للابتكار والنمو المستدام.

تعزيز التعاون وتبادل المعرفة: جهود المشروع لبناء جسور تواصل فعالة

أطلق مشروع التنمية الاقتصادية والطاقة المستدامة جولات دراسية محلية ودولية بهدف تعزيز تبادل المعرفة وبناء علاقات استراتيجية تساهم في دفع عجلة الابتكار. وقد شارك رواد برنامج الابتكار المجتمعي المحلي مع خبراء ميدانيين في زيارات للقطاع الخاص لتحديد التحديات والفرص في مجالات كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، مما ساعد في تحديد مواضيع الابتكار المتوافقة مع السياق المحلي.

كما عمل المشروع على رفع الوعي بهذا الحلول في القطاع الزراعي من خلال التعاون مع إدارة الإرشاد الزراعي. وقد نتج عن هذا التعاون تنظيم ورش تدريبية واستشارية للمزارعين في المزرعة الريادية والمناطق المحيطة بها، حيث أصبح الموقع بمثابة مدرسة ميدانية يقودها الخبراء المحليون لدعم المجتمع بشكل عام.

وعلى المستوى الدولي، نظم المشروع جلسات عصف ذهني مع جامعات كندية مثل يورك وكالغاري، مما مكن طلبة الهندسة من العمل مع نظرائهم في الأردن على تطوير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها مناطق دير علا وعجلون.